منتدى وريدات العالم
آشتقنآ لڪم زوارنا
هنآ في منتدى وريدات العالم يكن الابدآع ، التألق ونعدكم بتناول مواضيع متنوعة
وحينمآ تقرر أن تبدأ معنا أتحفنآ أبدآعآتك وتألقك
فتذكر أن منتدانا,يريدك مختلفاً في .. ردودك .. موآضيعك ..
نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!
كي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعـك معنآ ].. آثبت توآجدك وكن من آلمميزين..
منتدى وريدات العالم
آشتقنآ لڪم زوارنا
هنآ في منتدى وريدات العالم يكن الابدآع ، التألق ونعدكم بتناول مواضيع متنوعة
وحينمآ تقرر أن تبدأ معنا أتحفنآ أبدآعآتك وتألقك
فتذكر أن منتدانا,يريدك مختلفاً في .. ردودك .. موآضيعك ..
نحن ( نهذب ) آلمكآن ، حتى ( نرسم ) آلزمآن !!
كي تستطيع آن تتحفنآ [ بمشآركآتك وموآضيعـك معنآ ].. آثبت توآجدك وكن من آلمميزين..
منتدى وريدات العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى وريدات العالم

كل مايهم المرأة العربية بامتياز
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خزائن الأسرار في أذكار العشي والإبكار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
ادارية ومشرفة على المنتدى
ادارية ومشرفة على المنتدى
Admin


المساهمات : 114
تاريخ التسجيل : 23/08/2013
العمر : 37

خزائن الأسرار في أذكار العشي والإبكار Empty
مُساهمةموضوع: خزائن الأسرار في أذكار العشي والإبكار   خزائن الأسرار في أذكار العشي والإبكار Icon_minitimeالسبت أغسطس 24, 2013 3:38 am


خَزَائِنُ الأَسْرَارِ

فِي
أَذْكَارِ العَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
تَأْلِيِفُ
أَبِيِ الْعَبَّاسِ بِلاَلِ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ أَبِيِ هِلاَلٍ السَّالِمِيّ الأَثَرِيّ
عَفَا اللهُ عَنْهُ


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
اللَّهُمَّ إِنِّيِ أَسْأَلُكَ السَّدَادَ سَدَادَ السَّهْمِ
مُقَدِّمَةٌ فِيِهَا فَوَائِدُ مُهِمَّةٌ




الحَمْدُ ِللهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاه؛ وَبَعْدُ:

فَإِنَّ لِذِكْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيِ دِيِنِنَا المَنْـِزلَةَ العَظِيمَةَ، وَالفَضَائِلَ الجَمَّةَ الكَثِيرَةَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ،لاَسِيَّمَا وَهُوَ أَفْضَل الأَْعْمَال عَلَى الإِْطْلاَقِ[1]،فَكَفَى بِهِ مَنْـزِلَةً، أَنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ عِبَادَةٌ بَيْنَ دَفَتَي المُصْحَفِ أَمَرَ اللهُ بِالإِكْثَارِ مِنْهَا سِوَى الذِّكْرِ، فَقَدْ أَمَرَ بِهِ مَوْصُوفاً بِالْكَثْرَةِ فِيِ أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ:


(1) قَاَلَ اللهُ تَعَالَىSmileقَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ( [آل عمران :41]
(2) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ( [الأنفال : 45]

(3) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا([الأحزاب : 41 ]

(4) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَى: ) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ([الجمعة: 10].
وَجَاءَ الحَثُّ عَلَى الذِّكْرِ، بِصُورَةٍ أُخْرَى مَوْصُوفاً أَيْضاً بِالْكَثْرَةِ فِيِ أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ وَهِيَ:
(1) مَا حَكَاهُ اللهُ عَنْ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، قَوْلَهُمَا ) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ( [طه: 33، 34 ]

(2) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَىSmile لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( [الأحزاب:21]
(3) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَىSmileإِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ( [الشعراء : 227 ]

(4) وَقَاَلَ اللهُ تَعَالَىSmileوَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا( [الأحزاب:35 ].

وَحَسْبُكَ مِنْ فَضْلِ الذِّكْرِ أَنَّكَ فِيِ مَعِيَّةِ اللهِ الخَاصَةِ مَعِيَّةَ قُرْبٍ وَوِلاَيَةٍ وَنَصْرٍ وَمَحَبَّةٍ وَتَوْفِيقٍ؛ كَمَا قَاَلَ - سُبْحَانَهُ - فِيِ الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِيِ وَأَنَا مَعَهُ إِذَاَ ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي في ملأ ذَكَرْتُهُ في ملأ خَيْرٍ مِنْهُم) مُتَفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ َحِدِيثِ أَبِيِ هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً؛ وَوَاللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيِ فَضْلِ الذِّكْرِ إِلاَّ هَذَا الحَدِيِث وَحْدَهُ لَكَفَى بِهِ فَضْلاً وَشَرَفًا.

وَكَفَى بالذَّاكِرِ شَرَفاً وَفَضْلاً - أَيْضَاً - أنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - يَذْكُرَهُ كَلَّمَا ذَكَرَه، قَاَلَ اللهُ تَعَالَى: )فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ( [ البقرة:152].

وَكَفَى بِالذِّكْرِ مَنْزِلَةً أَنَّهُ عِلَاجٌ لِقَسْوَةِ القَلْبِ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقَالَ: (يَا أَبَا سَعِيدٍ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبِي؛ قَاَلَ: أَدِّبْهُ بِالذِّكْرِ) اهـ[2]. قلتُ: للهِ دَرُّ الحَسَنِ!! اقْتَنَصَ العِلاجَ مِنْ كِتَابِ اللهِ: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

وَكَفَى بِالذِّكْرِ نَفْعَاً أَنَّهُ يَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَيَجْلُبُ مَحَبَةَ الرَّحْمَنِ،وَيُزِيِلُ الهَمَّ وَالغَمَّ عَنْ القَلْبِ وَيَجْلُبُ لَهُ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالبَسْطَ، وَيُنَوِّرُ الْوَجْهَ، وَيَجْلُبُ الرِّزْقَ، وَيَكْسُو الذَّاكِرَ المَهَابَةَ وَالحَلَاوَةَ وَالنُّضْرَةَ .. فِيِ نَيْفٍ وَتِسْعِينَ فَائِدَةٍ مِنْ فَوَائِدَ الذِّكْرِ ذَكَرَهَا ابْنُ القَيْمِ رَحِمَهُ اللهُ[3].

وَأَيُّ تَقَرُّبٍ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَسْهَلُ وَأَيْسَرُ مِنَ الذِّكْرِ؟!!، فَهُوَ مَيْسُورٌ لِلرَّاكِبِ، وَالرَّاجِلِ، وَالوَاقِفِ، وَالجَالِسِ، وَالمُتَّكِئِ، وَالمُتَهَيِّئِ لِلنَّوْمِ، وَالمُسْتَيْقِظِ، وَهَلُمَّ جَرَّا مِنَ الأَحْوَالِ وَالهَيْئَاتِ.

لِذَا شَرَعَ رَبُّنَا - جَلَّ وَعَلَا - لَنَا ذِكْرَهُ فِيِ كُلِّ حِينٍ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ أَذْكَارُ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ، تِلْكَ الأَذْكَارُ الَّتِي حَثَّ عَلَيْهَا رَبُّنَا - جَلَّ وَعَلَا - فِيِ كِتَابِهِ، فَقَالَ تَعَالَىSmile وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( [الأعراف:205]، وَقَاَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: )وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا( [طـه: من الآية130]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ( [النور:36]، وَالآَيَاتُ كَثِيرَةٌ.

وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهَا، وَيُوصِي بِهَا، فَكَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْهَجُ بِذِكْرِ رَبِّهِ فِيِ اسْتِقْبَالِ يَوْمِهِ، وَيَلْهَجُ بِذِكْرِهِ وَهُوَ يُوَدِّعُ ذَاكَ اليَوْمَ، بَلْ كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ رَبَّهُ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.
فَالذِّكْر الذِّكْر عِبَادَ الله...

الذِّكْرَ الذِّكْرَ أَيُّهَا السَّابِقُونَ، فَقَدْ قَاَلَ رَسُولُكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «سَبَقَ المُفْرِّدُون قَالُوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيراً والذَّاكِرَاتُ» رَوَاهُ مُسْلمٌ[4/2676] مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً.

قَاَلَ النَّوويُّ رَحِمَهُ الله[4]: وسُئِلَ الشيخُ أبو عَمْرِو بْنُ الصَّلاَحِ، عن القَدْرِ الذي يصيرُ به المَرْءُ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً، فَقَالَ: إِذَا وَاظَبَ عَلَى الأَذْكَارِ المَأْثُورَةِ المُثْبَتَةِ؛ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَفِيِ الأَوْقَاتِ وَالأَحْوَالِ المُخْتَلِفَةِ؛ لَيْلاً وَنَهَاراً كَانَ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً انْتَهَى.


وَفِيِ الخِتَامِ؛ احْرِصُوا - بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ - عَلَى هَذِهِ العِبَادَةِ السَّهْلَةِ المَيْسُورَةِ، ذَاتِ الأُجُورِ العَظِيمَةِ، حَتَّى تُفْتَحَ لَكُمْ ََخَزَائِنُ الأَسْرَارِ، وَتَسْلُكُوا سُبُلَ الأَخْيَارِ، وَتَقْطُنُوا مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ)، وَلْيَنْشَط الذَّاكِرُونَ، وَلْيَجْتَهِد المُتَعَبِّدُونَ، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النُّور:52]


وَقَبْل الشْرُوعِ فِيِ المَقْصُودِ أَذْكُرُ عِدَّةَ مَسَائِلَ قَدْ لاَ يَسْتَغْنِي عَنْهَا ذَاكِرٌ:



المَسْأَلَةُ الأُولَى: مَا مَعْنَى الذِّكْرِ لُغَةً وَاصْطِلاحَاً؟



الذِّكْرُ لُغَةً: هُوَ مَصْدَرُ ذَكَرَ الشَّيْءَ يَذْكُرُهُ ذِكْرًا وَذُكْرًا، وَقَال الْكِسَائِيُّ: الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ ضِدُّ الإِْنْصَاتِ ذَالُهُ مَكْسُورَةٌ، وَبِالْقَلْبِ ضِدُّ النِّسْيَانِ وَذَالُهُ مَضْمُومَةٌ، وَقَال غَيْرُهُ: بَل هُمَا لُغَتَانِ.

وَهُوَ يَأْتِي فِي اللُّغَةِ لِمَعَانٍ:

الأَْوَّل: الشَّيْءُ يَجْرِي عَلَى اللِّسَانِ، أَيْ مَا يُنْطَقُ بِهِ، يُقَال: ذَكَرْتُ الشَّيْءَ أَذْكُرُهُ ذُكْرًا وَذِكْرًا إِذَا نَطَقْتَ بِاسْمِهِ أَوْ تَحَدَّثْتَ عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).

وَالثَّانِي: اسْتِحْضَارُ الشَّيْءِ فِي الْقَلْبِ، ضِدُّ النِّسْيَانِ. قَال تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ فَتَى مُوسَى: (وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ).

أَمَّا فِي الاِصْطِلاَحِ: فَيُسْتَعْمَل الذِّكْرُ بِمَعْنَى ذِكْرِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَل، سَوَاءٌ بِالإِْخْبَارِ الْمُجَرَّدِ عَنْ ذَاتِهِ أَوْ صِفَاتِهِ أَوْ أَفْعَالِهِ أَوْ أَحْكَامِهِ أَوْ بِتِلاَوَةِ كِتَابِهِ أَوْ بِمَسْأَلَتِهِ وَدُعَائِهِ أَوْ بِإِنْشَاءِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِتَقْدِيسِهِ وَتَمْجِيدِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ وَتَعْظِيمِهِ) انتهى[5].

قلت:وَيُطْلَقُ ذِكْرُ اللَّهِ أَيْضًا وَيُرَاد بِهِ عَمَل الجَوَارِحِ أَي بِمُوَاظَبَةِ العَبْدِ عَلَى مَا أَوْجَبَهُ اللهُ أَوْ نَدَبَ إِلَيْهِ، وَانْتَهَائِهِ عَمَّا نَهَاهُ عَنْهُ وَكَرِهَهٌ؛ فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ فَقَدْ ذَكَرَه.

المَسْأَلَةُ الثَّانِيَة: بمَا يَكُونُ الذِّكْرُ؟

الذِّكْرُ يَكُونُ بِالْقَلْبِ وَبِالِّلسَانِ، فَالمُرَادُ بِالذِّكْرِ بِالْقَلْبِ: هُوَ التَّفَكُرُ وَالتَّدَبُرُ فِيِ آَلَاءِ اللهِ وَنِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَاسْتِحْضَارِ جَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، فَكَمْ مِنْ ذَاكِرٍ بِلِسَانِهِ وَقَلْبُهُ مَشْغُولٌ؛ قَالَ القُرْطُبِيُّ: (أَصْلُ الذِّكْرِ التَّنَبُهُ بِالْقَلْبِ لِلمَذْكُورِ وَالتَّيّقُظُ لَهُ)[6] اهـ.

وَأَيْضاً هُوَ بِمَعْنَى: تَذَكُّرِ عَظَمَةِ اللَّهِ عِنْدَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَإِرَادَةِ الْفِعْل الَّذِي فِيهِ رِضَاهُ فَيَفْعَلُهُ، أَوِ الَّذِي فِيهِ سُخْطُهُ فَيَتْرُكُهُ، وَيَقِفُ عَمَّا أُشْكِلَ عَلَيْهِ.

و المُرَادُ بِالذِّكْرِ بِالِّلسَانِ: هُوَ ضِدُّ الصَّمْتِ وَالسُّكُوتِ، وَهُوَ ثَمَرَةُ الأَوَّلِ، وَدَالٌ عَلَيْهِ، وَمُتَرْجِمٌ عَنْهُ، وَهُوَ بِالْجَارِحَةِ المَعْرُوفَةِ بَأَنْ يُحَرِّكُهَاَ بِحَيْثُ يَتَلَفَّظُ بِهِ وَيُسْمِعُ نَفْسَهُ عَلَى الأَقَلِّ، وَلَا يُعْتَبَرُ ذَاكِراً بِالِّلسَانِ إِلَّا بِالتَّلَفُظِ بِهِ مَعَ السَّمَاعِ - إِنْ كَانَ ذَا سَمْعٍ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَا يَمْنَعُ السَّمْعَ كَصَخَبٍ وَنَحْوِهِ- ، فَإِنْ لَمْ يُسْمِعْ نَفْسَهُ كَانَ ذَاكِراً بِالقَلْبِ كَمَا سَبَقَ[7].

(وَتَحْقِيقُ القَوْلِ، أَنَّ بَيْنَ الرُّوحِ وَبَيْنَ البَدَنِ عَلاقَةً عَجِيبَةً، لأَنَّ كُلَّ أَثَرٍ حَصَلَ فِيِ جَوْهَرِ الرُّوحِ نَزَلَ مِنْهُ أَثَرٌ إِلَِى البّدَنِ، وَكُلَّ حَالَةٍ حَصَلَتْ فِيِ البَدَنِ صَعُدَتْ مِنْهَا نَتَائِجُ إِلَى الرُّوحِ، أَلَا تَرَى أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا تَخَيَّلَ الشَّيءَ الحَامِضَ ضَرُسَ سِنُّهُ، وَإِذَا تَخَيَّلَ حَالَةً مَكْرُوهَةً وَغَضِبَ سَخُنَ بَدَنُهُ، فَهَذِهِ آَثَارٌ تَنْزِلُ مِنَ الرُّوحِ إِلَى البَدَنِ، وَأَيْضاً إِذَا وَاظَبَ الِإنْسَانُ عَلَى عَمَلٍ مِنَ الأَعْمَالِ وَكَرَّر مَرَّاتٍ وَكَرَّاتٍ حَصُلَتْ مَلَكَةٌ قَوِيَّةٌ رَاسِخَةٌ فِيِ جَوْهَرِ النَّفْسِ فَهَذِهِ آَثَارٌ صَعُدَتْ مِنَ البَدَنِ إِلَى النَّفْسِ) اهـ[8].



وَقَالَ الحَافِظُ رَحِمَهُ اللهُ: (وَقَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ: الْمُرَادُ بِذِكْرِ اللِّسَانِ الْأَلْفَاظ الدَّالَّة عَلَى التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ، وَالذِّكْرُ بِالْقَلْبِ التَّفَكُّرُ فِي أَدِلَّةِ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَفِي أَدِلَّةِ التَّكَالِيفِ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْي حَتَّى يَطَّلِعَ عَلَى أَحْكَامِهَا، وَفِي أَسْرَارِ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ. وَالذِّكْرُ بِالْجَوَارِحِ هُوَ أَنْ تَصِيرَ مُسْتَغْرِقَةً فِي الطَّاعَاتِ، وَمِنْ ثَمَّ سَمَّى اللَّهُ الصَّلَاة ذِكْرًا فَقَالَ: (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) وَنُقِلَ عَنْ بَعْض الْعَارِفِينَ قَالَ: الذِّكْرُ عَلَى سَبْعَةِ أَنْحَاءٍ: فَذِكْرُ الْعَيْنَيْنِ بِالْبُكَاءِ، وَذِكْرُ الْأُذُنَيْنِ بِالْإِصْغَاءِ، وَذِكْرُ اللِّسَانِ بِالثَّنَاءِ، وَذِكْرُ الْيَدَيْنِ بِالْعَطَاءِ، وَذِكْرُ الْبَدَنِ بِالْوَفَاءِ، وَذِكْرُ الْقَلْبِ بِالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَذِكْرُ الرُّوحِ بِالتَّسْلِيمِ وَالرِّضَاء) اهـ[9].

المَسْأَلَةُ الثَّالِثَة: إِذَا انْفَرَدَ الذِّكْرُ بِالِلسَانِ عَنْ الذِّكْرِ بِالقَلْبِ فَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟

(قَدِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الذِّكْرَ بِاللِّسَانِ وَبِالْقَلْبِ جَمِيعًا أَفْضَل مِنَ الذِّكْرِ بِاللِّسَانِ وَحْدَهُ دُونَ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ أَيْ مَعَ عَدَمِ إِجْرَائِهِ عَلَى الْقَلْبِ تَسْبِيحًا كَانَ أَوْ تَهْلِيلاً أَوْ غَيْرَهُمَا، وَأَفْضَل مِنْ إِمْرَارِ الذِّكْرِ عَلَى الْقَلْبِ دُونَ نُطْقٍ بِاللِّسَانِ.

أَمَّا فِي حَال انْفِرَادِ أَحَدِ الذِّكْرَيْنِ عَنِ الآْخَرِ فَقَدِ اخْتُلِفَ أَيُّهُمَا أَفْضَل:

فَقِيل: ذِكْرُ الْقَلْبِ أَفْضَل، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ النَّوَوِيُّ فِي أَذْكَارِهِ وَابْنُ تَيْمِيَّةَ وَابْنُ حَجَرٍ الْهَيْتَمِيُّ فِي شَرْحِ الْمِشْكَاةِ، وَقِيل: لاَ ثَوَابَ فِي الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ نَقَلَهُ الْهَيْتَمِيُّ عَنْ عِيَاضٍ وَالْبُلْقِينِيِّ، وَقِيل: ذِكْرُ اللِّسَانِ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنِ الْمَعْنَى يَحْصُل بِهِ الثَّوَابُ وَهُوَ أَفْضَل مِنَ الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ؛ لأَِنَّ فِي ذِكْرِ اللِّسَانِ امْتِثَالاً لأَِمْرِ الشَّرْعِ مِنْ حَيْثُ الذِّكْرُ؛ لأَِنَّ مَا تَعَبَّدَنَا بِهِ لاَ يَحْصُل إِلاَّ بِالتَّلَفُّظِ بِهِ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ، بِخِلاَفِ الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ وَحْدَهُ فَلاَ يَحْصُل بِهِ الاِمْتِثَال.


وَهَذَا كُلُّهُ فِي الذِّكْرِ الْقَلْبِيِّ بِالْمَعْنَى الْمُبَيَّنِ، أَمَّا الذِّكْرُ الْقَلْبِيُّ بِمَعْنَى تَذَكُّرِ عَظَمَةِ اللَّهِ عِنْدَ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ وَإِرَادَةِ الْفِعْل الَّذِي فِيهِ رِضَاهُ فَيَفْعَلُهُ، أَوِ الَّذِي فِيهِ سُخْطُهُ فَيَتْرُكُهُ، وَالتَّفَكُّرُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَبَرُوتِهِ وَآيَاتِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَاوَاتِهِ وَمَصْنُوعَاتِهِ فَقَال عِيَاضٌ: هَذَا النَّوْعُ لاَ يُقَارِبُهُ ذِكْرُ اللِّسَانِ، فَكَيْفَ يَفْضُلُهُ).[10]


المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ:فِيِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِيِ الحَدِيثِ القُدُسِيِّ: (فَإِنْ ذَكَرَنِي فِيِ نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِيِ نَفْسِيِ):

يُفَسِّرُهُ كُثِيرٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ بِحَبْسِ النَّفَسِ بِحَيْثُ لا يُطْلِقُهُ الذَّاكِرُ إِلَّا عِنْدَ عَدَدٍ مُعَيْنٍ وَفِيِ الغَالِبِ يَكُونُ وِتْراً فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ: الله.. الله... الله.... هَكَذَا يُرَدِدُهَا مَحْبُوسَة النَّفَسِ فِيِ نَفْسِهِ، فَبِهَذَا يَكُونُ قَدْ ذََكَرَ اللهَ فِيِ نَفْسِهِ، وَهَذَا مِنْ جَهْلِهِمِ وَغَيِّهِم هَدَاهُمُ اللهُ، وَإِنَّمَا المَعْنَى - وَاللهُ أَعْلَمُ - فَإِنْ ذَكَرَنِي ذِكْراً شَفَهِيًّا عَلَى جِهَةِ السِّرِّ، أَيْ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ نَفْسَه ولا يُسْمِعهُ غَيْرَهُ بَعِيِداً عَنْ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، فَيَكُونُ ثَوَابُ هَذَا الذِّكْرِ الإِسْرَارِي مِنْ جِنْسِهِ فَيَجْزِيهِ المَوْلَى جَزَاءاً مَسْتُوراً لا يُطْلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَيَتَوَلَّاهُ هُوَ بِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ تَشْرِيفَاً كَمَا قَالَ فِيِ الصَّوْمِ: (فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِيِ بِهِ)؛ وَيَدُلُّ عَلَى مَا قَرْرتُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِيِ الحَدِيثِ نَفْسِهِ: (وَإِنْ ذَكَرَنِيِ فِيِ مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِيِ مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُ) فَهَذَا جَهَرٌ بِالذِّكْرِ بِالِلسّانِ فِيِ المَلأِ يُقَابِلُهُ الإِسْرِارُ بِالذِّكْرِ بِاِللسَانِ فِيِ الخَلَوَاتِ، فَالمُقَابَلَةُ هُنَا فِيِ كَيْفِيَّةِ الذِّكْرِ لَا فِيِ نَوْعِهِ.

وَقَدْ يَكُونُ فِيِ نَوْعِهِ؛ وَيَكُونُ المُرَادُ بِهِ الذِّكْر القَلْبِيّ وَلَكِنْ عَلَى نَحْوِ مَا قَرَّرْتُ آَنِفاً وَهُوَ ذِكْرُ تَفَكُّرٍ وَتَدَبُّرٍ فِيِ آَلَاءِ اللهِ وَنِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَاسْتِحْضَارِ عَظَمَتِهِ وَجَلاَلِهِ وَكِبْرِيَائِهِ؛ لَا كَمَا قَرَّرَهُ هَؤُلاَءِ الجُهَّالُ، وَالأَوَّلُ أَوْلَى وَاللهُ أَعْلَمُ.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


[1]اسْتَشْكَل بَعْضُ الْعُلَمَاءِ تَفْضِيلَ الذِّكْرِ عَلَى الْجِهَادِ مَعَ وُرُودِ الأَْدِلَّةِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الجِهَادَ أَفْضَل الأَْعْمَال، فََجَمَعَ بَيْنَهُمَا الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فَقَالَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ الَّذِي هُوَ أَفْضَل مِنَ الْجِهَادِ، الذِّكْرُ الْكَامِل الْجَامِعُ بَيْنَ ذِكْرِ اللِّسَانِ وَذِكْرِ الْقَلْبِ بِالتَّفَكُّرِ وَالاِسْتِحْضَارِ، فَالَّذِي يَحْصُل لَهُ ذَلِكَ يَكُونُ أَفْضَل مِمَّنْ يُقَاتِل الْكُفَّارَ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْضَارٍ لِذَلِكَ، وَأَفْضَلِيَّةُ الْجِهَادِ هِيَ بِالنِّسْبَةِ لِلذِّكْرِ اللِّسَانِيِّ الْمُجَرَّدِ. انتهى؛ وَقَدْ فَصَّلْتُ الْقَوْلَ فِيِ ذَلِكَ تَفْصِيلاً مُمْتِعاً إِنْ شَاءَ اللهُ فِيِ كِتَابِيِ (دَفْعُ التَّنَاقُضِ عَنْ أَحَادِيثَ ظَاهِرِهَا التَّعَارُضِ) يَسَّرَ اللهُ إِتْمَامَهُ عَلَى خَيْرٍ.

[2] (صَحِيحٌ) انْظُرْ كِتَابِي (نُزُلُ الأَبْرَارِ فِيِ السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ مِنَ الآَثَارِ) [1/ رَقَم: 228]، وَهُوَ مَنْشُورٌ عَلَى الشَّبَكَةِ العَنْكَبُوتِيَّةِ (الإِنْتَرْنِتْ).

[3](الوَابِلُ الصَّيِّبِ) [ص:61].

[4] (الأَذْكَار) لِلنَوَوِيِ [ص:21].

[5] (المَوْسُوعَةُ الفِقْهِيَّةُ الكُوَيْتِيَّةُ) [21/ص:219].

[6] (الجَامِع لأَحْكَامِ القُرْآنِ) [2/ص:171].

[7]قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ الأَذْكَارَ المَشْرُوعَةَ فِيِ الصَّلاَةِ وَغَيْرِهِا، وَاجِبَةً كَانَتْ أَوْ مُسْتَحَبَّةً، لاَ يُحْسَبُ شَيْءٌ مِنْهَا وَلاَ يُعْتَدُّ بِهِ حَتَّى يُتَلَفَّظَ بِهِ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ إِذَا كَانَ صَحِيحَ السَّمْعِلاَ عَارِضَ لَهُ) انْتَهَى مِنْ (مِرْعَاةِ المَفَاتِيِحِ شَرْحِ مِشْكَاةِ المَصَابِيِحِ) لِلمُبَارَكْفُورِي [7/ص:755].

[8] (مَفَاتِيِحُ الغَيْبِ) لِفَخْرِ الْدِّينِ الرَّازِيِ [15/ص:445].

[9](فَتْحُ البَارِيِ) [11/ص:212].

[10] (المَوْسُوعَةُ الفِقْهِيَّةُ الكُوَيْتِيَّةُ) [21/ص:226]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://myforum.mam9.com
 
خزائن الأسرار في أذكار العشي والإبكار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى وريدات العالم :: منتدى الدين والحياة-
انتقل الى: