دورة الحجامة، علاج من الهدي النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم


تعريف بسيط لها نقول : الحجم لغة هو المص، و قال ابن الأَثير: المحجم، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المص، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لعقَة عسل أَو شرطة محجم." انظر لسان العرب "

و قد كانت الحجامة معروفة و مستخدمة منذ قرون قبل ظهور الإسلام، حيث وجدت بعض الرسومات عند الفراعنة التي تبرز أشخاصا يمارسون الحجامة، كما استخدمها الصينيون و البابليون أيضا، ثم جاء الإسلام و أقرها و حث عليها كما تواثرت بذلك الأحاديث، و منها :

" إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري. ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز." رواه مسلم
" إن فيه يعني الحجامة شفاء " أخرجه البخاري ومسلم
" ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة، إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد ! بالحجامة " صححه الألباني
" الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهى أمتي عن الكي " رواه البخاري و مسلم
أكتفي بذكر هذه الأحاديث الصحيحة و من أراد الاستزادة فليرجع كتاب الطب النبوي لابن القيم أو كتاب أسرار التداوي بالحجامة، و غيرها من الكتب التي اعتنت بالتعريف بهذه الطريقة النبوي في التداوي

و قد عرفت الحجامة تطورا كبيرا، حيث كانت في السابق عن طريق استخدام الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو، و ذلك بإفراغها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانو يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس، و لازلنا إلى يومنا هذا نشاهد في بعض الأسواق الأسبوعية من يستعمل طريقة الكؤوس النحاسية التي توضع على ما يسمسه المغربة الحجاميات و هي مناطق في الرأس، و يقوم الحاجم بالمص بفمه لإخراج الدم، و بهذه الطريقة أعرض الكثير من الناس عن التداوي بالحجامة خوفا من الإصابة بأمراض خطيرة، لانعدام التعقيم و استعمال نفس الآلة لكل من يجلس في كرسي الحجام

لكن الأمر اختلف الآن كثيرا، و أصبحت هنالك آلات خاصة بالحجامة و متوافرة في كل مكان و بثمن مناسب، حيث أصبح بإمكان كل فرد اقتناء واحدة خاصة به يستعملها له وحده كما يستعمل المشرط الخاص به أيضا، و أيضا في الأسواق لا يقومون بالحجامة إلى في مناطق معروفة في الرأس، أما حاليا فأصبحت تطبق على كامل الجسد من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين، بحيث تعرف لكل مرض المناطق الخاصة به و التي يعرفها الحاجم المتمرس، و هذا أيضا ما شجع على كثرة إقبال الناس عليها حيث وجدوا فيها شفاء بلا أعراض جانبية و لأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط، و الروماتيزم و أمراض قولون و المعدة و العين و الرأس ..